الأحد، 23 يوليو 2017

الورقة العرفانية الثالثة: الإنطلاقة الصوفية السلفية:

تقديم:
من علامات الإخلاص لله تعالى حسن الخلق، وكثرة الذكر..
 بل وما الدين إجمالا إلا حسن معاملة مع الله تعالى ومع كل موجوداته...
 بل ومن أجل الأخلاق وحسن المعاملة نزل القرآن المجيد، حتى قالت عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلوات الله عليه: (كان خلقه القرآن )
بل ونال عليه كل الصلاة وكل التسليم من الله تعالى شهادة لم ينلها دونه أحد، والمتمثلة في قوله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم).
ولهذا قال عليه كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). بل وجمع كل الدين في قوله:( إنما الدين المعاملة ).
ولهذا قال أحد حكماء التصوف: 
التصوف حسن الخلق ، ومن زاد عنك في حسن الخلق زاد عنك في التصوف.
وخير معين على كل هذا بعد ومع التقوى  والصبر، كثرة الذكر مع إعتدال بين الخوف والرجاء ، فهما الشرطان الأولان لكل سلوكك القلبي والروحي..
كما أن الصدق هو الفرض الإيماني الدائم.فالمومن الحق لا يكذب.
ولتبقى كثرة الذكر هي الفرض الأكبر نحو كل غايات الإسلام بإحسان..
وأسرع وسيلة للتقرب لله سبحانه وتعالى :
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) [الأحزاب:41]، 
وقال أيضاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الأنفال:45]،
 وفي الصحيح عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل: (أَنا عِندَ ظنِّ عبدي بي وأَنا معَهُ حينَ يذكُرُني، فإن ذَكَرَني في نفسِهِ ذَكَرتُهُ في نَفسي، وإن ذَكَرَني في ملإٍ ذَكَرتُهُ في ملإٍ خيرٍ منهم....) [صحيح]. 
فذكر الله عز وجل سهل ميسر للجميع ومن أفضل الأعمال الصالحة وأجلّها، وكلما ازداد العبد إيماناً وتعلّقاً بخالقه جلّ وعلا كثُر ذكره له وثناؤه عليه....

 من آداب الدعاء والذكر:

1. الوضوء عند الدعاء والذكر.
2. استقبال القبلة .
3. بسط اليدين و رفعهما .
4. تقديم عمل صالح بين يدي الدعاء .
5. افتتاح الدعاء و ختمه بالثناء على الله عزل وجل و الصلاة على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) .
6. أن تسأل الله بأسمائه الحسنى و صفاته العلى .
7. أن تظهر التوبة أمام الله و تعترف بذنبك ، و أن تظهر الافتقار إلى الله و الشكوى إليه .
8. الإخلاص في الدعاء وأن لا تكون غافلا فيه.
9. أن تتحرى في دعائك وأذكارك الأوقات الفاضلة .
10. اختيار الأدعية والأذكارالمأثورة أولا .
11. أن تتخير جوامع الدعاء .
12. التأدب و الخضوع و التذلل و الخشوع لله عز وجل .
13. أن تلح في الدعاء و تكرره .فالله يحب العبد الملحاح.
15. أن تبتعد عن أكل الحرام .
16. ألا تدعو بإثم أو قطيعة رحم .
17. ألا تتعدى في الدعاء .
18. ألا تستعجل الإجابة .
19. ألا تسأل غير الله .
20. أن تخفض صوتك بأن يكون بين المخافتة و الجهر .


 وقت استجابة الدعاء
1 - يوم عرفه .
2 - ليلة القدر .
3 - في الثلث الأخير من الليل .
4 - بين الأذان و الإقامة .
5 - يوم الجمعة .
6 - في السجود أثناء الصلاة .
7 - أدبار الصلوات المكتوبة .
8 - في السفر .
9 - عند نزول الغيث .

10 عند الفطور بعد الصيام.

من فضائل الدعاء والذكر:
ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : أن في الذكر أكثر من مائة فائدة نذكر منها:
الأولى :انه يطرد الشيطان و يقمعه و يكسره .
الثانية: أنه يرضي الرحمن عز و جل .
الثالثة : أنه يزيل الهم و الغم عن القلب .
الرابعة : أنه يجلب للقلب الفرح و السرور و البسط .
الخامسة : أنه يقوي القلب و البدن .
السادسة: أنه ينور الوجه و القلب .
السابعة :أنه يجلب الرزق .
الثامنة : أنه يكسو الذاكر المهابة و الحلاوة و النضرة .
التاسعة : أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام و قطب رحى الدين و مدار السعادة و النجاة :

فقد جعل الله لكل شئ سببا و جعل سبب المحبة دوام الذكر..
 فمن أراد ان ينال محبة الله عز وجل فليلهج بذكره فانه الدرس و المذاكرة وباب العلم الأكبر..
بل والذكر باب كل المحبة و شارعها الأعظم و صراطها الأقوم .
العاشرة: أنه يورث المراقبة حتى يدخل القلب الذاكر في الإحسان ،فيعبد الله كأنه يراه ،فلا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان ...
الحادي عشر: أنه يفتح لك بابا عظيما من أبواب المعرفة ،فكلما أكثرت من الذكر كلما إزددت من المعرفة .
الثاني عشر: أنه يورث الهيبة لله عز وجل ، و إجلاله لشدة استيلاء الخوف والرجاء  ..وشدة الشعور بالحضوره مع الله تعالى، بخلاف الغافل : فان نورالهيبة خافت في قلبه .
الثالثة عشر: أنه يورث جلاء القلب من صداه ، فكل  صدى القلب الغفلة و الهوى، و جلاؤه القرآن الكريم و التوبة و الاستغفار والدعاء وكل الأذكار.
الرابعة عشر: أنه يحط الخطايا و يذهبها فانه من أعظم الحسنات: و الحسنات يذهبن السيئات .
الخامسة عشر: أنه يزيل الوحشة بين العبد وربه تبارك و تعالى...

فبين الغافل و بين الله عز وجل وحشه لا تزول إلا بالذكر .


بداية الذكر النبوي:
لكل هذا ندعوا أولا لما صح  من أذكار وأدعية نبوية في تربيتنا القلبية والروحية هاته، متبرئين من كل ما شاب بعض الزوايا الصوفية من شعوذات وعقائد شركية وضلالات وأدعية قبورية بدعوى التوسل الذي له آدابه .. 
بل وكوارث عظمى تغشى اليوم زوايانا التي توفى شيوخها الأبرار ، وورثها الأدعياء ، وإختلطت فيها التبركات بالمصالح المادية... وإختلط فيها الإسلام بتصوفات الديانات الوضعية ..
ولهذا لا نحبذ لإخوتنا المومنين أذكارا ولا أورادا خاصة قبل ما تيسر من أدعية وأذكار سنية شريفة ، والتي لا تكون فقط في خلوة المومن مع الله تعالى ..
 بل نرى تنوع أذكار الرسول صلوات الله عليه بين:
أذكار مرتبطة بالأوقات والأزمنة
وأذكار مرتبطة بالصلوات
وأذكار مرتبطة بالأمكنة
ثم أذكار لجل حركات وسكنات المسلمين.
فالرسول صلوات الله عليه كان يذكر الله على كل حال، وفي خلواته كما في جولاته:
وبهذا وجب أن يذكر المومن الله تعالى  ويدعوه في جلوته وخلوته على السواء:  وكمدخل للتربية بالأذكار،نهديكم أولا هاته الأذكار اليسيرة كمدخل لكل الأذكار السنية ، قبل أورادنا العرفانية / التربوية: 
إذ نسعى للتربية القلبية والتزكية النفسية والتطهر الروحي بالدعاء وكثرة الذكر لعلنا نلمس سكينة وطمأنينة الموقنين : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
عند النوم : تضع يمينك تحت رأسك مضطجعا على جنبك الأيمن  وتقول :
( باسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين).(اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) ثلاث مرات
سبحان الله 33 مرة الحمد لله 33 الله أكبر 33 ثم تختم ب:
(لا إله إلا الله وحده لا شرك  له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وإليه المصير وهو على كل شيء قدير).
ثم تجتهد في كل أذكار وأدعية النوم النبوية ما استطعت أو تذكر بما تشاء .حتى تنام.
+
عند الإستيقاظ : الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره,,
+
عند الدخول للخلاء : تدخل برجلك اليسرى مستعيذا بقولك : أعوذ بالله  من الخبث والخبائث.
وتخرج برجلك اليمنى داعيا: غفرانك
عند الوضوء: اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي.
عند الأذان: تردد كل مقالات المؤذن إلا عند الحيلهلات فتقول:
( ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
+
بعد الأذان : (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسول)ا.(اللهم  رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد)
ثم تدعو لنفسك ولكل المومنين ( فالدعاء مستجاب بين الأذان والإقامة وبعد الصلوات المكتوبة).
ثم تصلي الصلاة الإبراهيمية.
في طريقك للمسجد: (اللهم إجعل في سمعي نورا وفي بصري نورا وفي قلبي نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا ومن أمامي نورا ومن خلفي نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا وأعظم لي نورا ) وأنت تتجه للمسجد بهدوء ودون تسرع ولو فاتتك تكبيرة الإحرام والركعات الأولى.
عند الدخول للمسجد :تدخل برجلك اليمنى وتدعو:
( باسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك)
وعند الخروج من المسجد : تخرج بالرجل اليسرى وتقول: 
(باسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك).
بعد تكبيرة الإحرام : (سبحانك اللهم وبحمدك تبارك إسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك).
أو (  اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم إغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد)
عند الركوع :(سبحان ربي العظيم وبحمده) ..أو( سبوح قدوس رب الملائكة والروح) .. أو (سبحان ذي الملك والملكوت سبحان ذي العزة والجبروت سبحان الحي الذي لا يموت) :من ثلاث لعشر مرات.
عند الرفع من الركوع : (سمع الله لمن حمده اللهم ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملأ ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما من شيء أردته بعد أهل الثناء والمجد أحق ماقال العبد وكلنا لك عبد ولا ينفع ذا الجد منك الجد).
عند السجود : (سبحان ربي الأعلى وبحمده) أو (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) أو (سبحان ذي الملك والملكوت سبحان ذي العزة والجبروت سبحان الحي الذي لا يموت)  :من ثلاث لعشر مرات.
في جلستك بين السجدتين : (اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارزقني واسترني وعافني واعف عني).
قبل سلامك من التشهد الأخير : (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنه المسيح الدجال ومن المأثم والمغرم ومن الهم والغم والحزن ومن البخل والعجز والكسل ومن غلبة الدين وقهر الرجال ومن أرذل العمر...اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت).
بعد السلام : (الله أكبر) . ( أستغفر الله ) ثلاثا :( اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلابالله  لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون).
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)
( اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)
آية الكرسي والإخلاص ثم المعوذتين.سبحان الله 33    الحمد لله 33     الله أكبر 33مرة
ثم تختم المائة ب  لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).(اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ثلاثا
(اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك) ثلاثا
(أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا الله هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاثا ).ثم تجتهد في الدعاء بما شئت فالدعاء مستجاب بعد الفرائض.وتختم ب:( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين)
وتقوم مسبقا رجلك اليمنى خاتما ب :
( رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا).
وعند دخولك للمنزل : تدخل برجلك اليمنى داعيا :( اللهم إنا نسألك خير المولج وخير المخرج باسم الله ولجنا وباسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا)
وعند الخروج: تخرج برجلك اليمنى تدعو:( باسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي)
عند الركوب :( الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون).
وبعدها تملأ أوقاتك ما استطعت بالذكر :وأحسن ما قال النبيون كما قال الرسول صلوات الله عليه هي الباقيات الصالحات :(سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلابالله العلي العظيم)
ثم الإستغفار :( فكل سيندم غدا يوم القيامة حين يقرأ كتابه إلا من وجده مملوءا بالإستغفار كما أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام).ثم أكثر ما استطعت من الصلاة على النبي صلوات ربنا الكاملة المكمولة عليه مع أزكى سلام.
ثم تدعوا الله بما استطعت من أسمائه الحسنى فهي مدح وثناء  له ودعاء لك.وابدأ مثلا بحديث الرسول صلوات الله عليه : (ألظوا بذي الجلال والإكرام).وقد روي عن علي رضي الله عنه أنه قال عن رسول الله صلوات ربنا عليه:
 
من قال في اليوم مائة مرة :(لا إله إلا الله الملك الحق المبين) .كانت له:وجاء من الفقر ومن وحشة القبر واسترزق به واستطرقت به أبواب الجنة.
ثم لا تتكاسل عن حفظ سيد الإستغفار :(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).
وكذلك هذا الدعاء الذي كان يحفظه الصحابة رضوان الله عليهم كالقرآن:(اللهم إني عبدك إبن عبدك إبن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اللهم إني أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علمالغيب عندك ، أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي).
فإذا ما حفظت هذه الأذكار والأدعية واستأنست للمزيد :
فادع بما تشاء وبتلقائية بقلبك وخصوصا حين الخشوع... 
أما إن إستأنست للمزيد فعليك بأذكار كتاب رياض الصالحين للإمام النووي رضي الله عليه.والذي نوصي به كموجز عملي جد ممتاز للحديث النبوي الشريف : فإشتريه واجعله كتاب عمل: فهو أيسر مدخل لعلوم وأعمال السنة. 

                         
                               فروض:

                       ما هي الأعمال الكبرى للنص؟

إحفظ رجاء وبنية العمل كل الأذكار النبوية الواردة في النص 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق