الأحد، 23 يوليو 2017

الورقة العرفانية الخامسة عشر: إستئناف التوبة والتوحيد

حينما تكتمل الدورة الروحية للولي ، ويبقى بعد الفناء ، ويصحو بعد السكر بالأحوال ، يعي ما له ولا عليه ..
 والخطورة الكبرى إحساسه بأن كل عبادته كانت لنفسه ولحظوظها لا خالصة لله ، إذاك يعي - بعد أن تجاوز العوائق والعلائق - علل كل أفعاله وأقواله ، وحركاته وسكناته ، فيحاول أن يتوب حقا توبة الصديقين بعد أن كانت توبته الأولى توبة نصوحا لا غير ..
والتوبة النصوح من أولى علامات الولاية ، والتوبة منها وإستدراك الولي توحيده وحدهما يثمران مقام البداية :
 فينسى الولي كل إستقامته وكراماته ليبدأ التوبة الخاتمة ويستأنف التوحيد..
 لكن بخبرة كبرى ..( ولا ينبؤك مثل خبير ) ( الرحمان فاسأل به خبيرا).
 فيصحو بعد فترته ، ليعانق حب الله بالله لا بنفسه ..
فيستأنف كل مقاماته العلية وأذواقه دون أحوال ناقصة ..
ومن كان مرائيا يستخلص نيته .. 
لتكون شهادته بالله لا بنفسه - بعد كل سلوكه القلبي الروحي - ليوقن بلا أنت إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين:
فعند البداية لا إله إلا الله ..
أما عند النهاية فلا أنت إلا أنت سبحانك وبحمدك..
وكل هذا يذاق قلبا وروحا ثم فكرا بالله لله في الله نحو عبودية الله ..فعبودته.. ثم عبديته سبحانه.
غفرانك اللهم يا غفور ويا غفار ويا تواب ويا حليم ويا عفو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق