باسم الله الملك الحق المبين:
1
هناك تياران كبيران يقودان اليوم وعبر التاريخ كل العقل الإسلامي السني:التيار الفقهي المتمثل في المذاهب الفقهية بكل إجتهاداتها ومدارسها الفكرية..
والتيار الصوفي التربوي بكل طرائقه..
زيادة على كل التيارات الكلامية التي يرفض العديد من الفقهاء والمتصوفة معا نسبتها لأهل السنة..
وبين كل هاته المدارس هنالك اليوم العديد من العقول الحائرة ، والمحسوبة على أهل السنة، لكن بجهل تام بالفقه السني، وبالتصوف السني معا..والتي يكتفي أصحابها بفرائض الإسلام الظاهرة ، أو بالإنتساب للإسلام دون قيام حتى بالصلاة....
مما أدخل بعض الفرق السلفية والعديد من الطرائق الصوفية في العديد من الضلالات وفي الزيغ المبين على القرآنيات والفقهيات وكل علومها الحقة وكل تربياتها الصافية والحكيمة..
بل وقلما تجد اليوم فرقة حقا سنية أو طريقة صوفية حقا إيمانية.. فغالبا ما صار يختلط الحق والباطل في جل مناهجنا الإسلامية سواء منها الداعية للإسلام كله أو للإختصاص، ولحد السقوط في الجزئية للأسف..
بل ومع التقدم العلمي الحالي ويسر التواصل لم يعد أي مذهب يحترم تاريخه وجغرافيته .. وصار الكل يحاول فرض إجتهاداته عالميا .. مما زاد من إرتباك وحيرة كل عقلنا السني.. وساعد على كل ألوان وأنواع التطرفات ،إلا من رحم الله.
2
وقد من الله علي أن جعلني آخذ مبادئي الإسلامية الأولي وكل عملي السني من المسجد الأعظم بقصبة أكوراي الشريفة، والذي كان يجمع بين الفقه المالكي والتصوف السني معا عبر جلساته وإحتفالاته الصوفية وعبر دروس زواره من العلماء المالكيين المبرزين ، الذين نأمل أن يعودوا لمنابرنا كما سلف، إلى أن إخترقه وأنا في الطفولة التيار السلفي الحنبلي الوهابي، متحديا كل خصوصيات المسجد بل وكل ثوابت الإسلام بمغربنا الأبي..لأعيش الحيرة بين التصوف والحنبلة الوهابية منذ الطفولة..
الحيرة التي تكرست أكثر وأنا أحاور الإسلاميين والإشتراكيين منذ الثانوي ، بل والتي حميت وأنا أحاول إنتقاد بعض المدارس الفكرية العالمية كطالب في الإقتصاد..
فهكذا كانت بدايات كل إشكالياتي الفكرية والتربوية الإسلامية ، والتي زادتني أزمة مع دخول الإسلاميين للجامعة بشعارات إسلامية لماعة ، ولكن بكتب لم تزدني إلا شتاتا لولا أن من الله علي بالطريقة القادرية البوتشيشية كباحة روح وريحان وسكينة، رغم إعتراضي على الشطحات الجسدية للعديد من مريديها، والشطحات الفلسفية لبعض مثقفيها ..:
3
السكينة بل والطمأنينة التي زادتني قوة وإتقادا وإصرارا على التمسك بالتصوف لكن بتحفظ ، كما زادتني حرصا على التمسك بالفقه السني وبكل فكرة حكيمة، لكن بعقل تائه بين تصوفي ومالكيتي وحنبليتي وكل جدالاتي الفكرية والسياسية ..فأنا سلفي عقيدة وعبادة ، وسلفي أيضا تصوفا ، ولكن بكل عقلانية وبكل منطق وحكمة : ولهذا بت ولا زلت مومنا عن قناعة ولله الحمد ، لا عن تسليم فقط..
فالإسلام لا يدعو للتقليد الأعمى ، بل للإتباع عن دراسة وفهم ،ومن هنا أتت منهجيتي الأشعرية.. وتعمقت كل روحانياتي لحد الجذب والحيرات الفكرية .. المترتبة عن التناقضات التي لا زالت تغشى كل هاته المناهج.. والتي تحاول نفي كل البرهانيات العقلية إما بدعوى التسنن الظاهري ، أو بدعوى الإستسلام التام للولي المرشد.
4
فلقد تفرغت ومنذ 1987م تقريبا للتجربة الروحية والفكر الإصلاحي إنطلاقا من كل هاته الإشكالات والإشكاليات والمشاكل..والحمد لله تعالى أن كانت هوايتي الكبرى ومنذ الشباب هي البحث العلمي والتأليف بعقل نقدي:
الأمر الذي جعلني اليوم جازما - وبالعشرات من المدونات الإجتهادية - بأن السلفية السنية متخصصة في الشريعة وكل علومها ، بينما صادقي الأولياء الصالحين فمتخصصون في التجربة الروحية ، ومن كان سلفيا بحكمة سيسهل عليه التفريق بين هدى وضلال أي تصوف، كما سيسهل عليه معرفة حقيقة أي معتقد قلبي وأية فلسفة ..
الأمر الذي جعلني مناديا ومنذ بداية هاته الألفية الثالثة بمدرسة فكرية إسلامية إصلاحية ، كبديل لكل المدارس الليبرالية والإشتراكية المسيطرة اليوم .. بل ومنذ قرون على العقل العالمي ... والتي ناديت عبرها بوجوب تأسيس مدارس سلوكية لا تعليمية فقط للإسلام : ولهذا كان معهدنا القرآني هذا للتصوف السني..:
5
فالعقل الغربي اليوم وصل أوجه ، وإن لم يأخذ من الإسلام بعض حكمته وعلومه -كما سلف في عصور ظلامه- فسيظل مجنونا ، إذ صارت كل الإيديولوجيات الغربية اليوم تدعوا للاعقل وللاأخلاقيات ، لأن التخليق والحكمة لم تعد ولن تصير في صالحهم ، وهاته هي القوة المستقبلية الكبرى لنا كمسلمين: فالآداب السامية والعلوم الحقة والبرهانية المنطقية الصحيحة لن تزيد الإسلام إلا وضوحا وإشراقا، ولن تزيد العقل الإنساني العام إلا كفرا بحماقات العقل الصهيوماسوني..
وهاته هي الإشكالية الكبرى والبديل العلمي والتربوي لمدرستنا :
6
المسودات التي كانت بحوثاتها جد مضنية لأنها كانت ميدانية وفكرية وتربوية وسياسية في آن واحد ومتفتحة على كل المناهج الإسلامية وعلى العديد من التيارات العالمية: إذ جالست الإخوان المسلمين قبل أن يكونوا فصائلهم الوطنية ثم جماعة التبليغ وإخوان الجزائر والأردن ومصر في فرنسا وهولندا ثم جماعة العدل والإحسان وحركة البديل الحضاري فحركة التوحيد والإصلاح فحزب العدالة بالمغرب، دارسا لجل مناهجها الإرتجالية وللأسف.. ودارسا لجل المدارس الفكرية العالمية محاورا لبعض سياسييها، ومتفحصا لبعض الكتب المحرفة كالإنجيل والزابور ولبعض الديانات الوضعية كالبودية والهندوسية .. ولكن بولاء دائم للزاوية القادرية البوتشيشية، رغم كل تحفظاتي.
7
بل ولتكون ختمة كل جذباتي القاهرة بالزوايا العيساوية والتيجانية ثم الحبيبية بمدينة مكناس..مما جعلني أومن بتناقض المنطق والجذب أحيانا، وبتناقض العديد من الأحوال الصوفية وحقائق الشريعة، مهما تسننا ظاهرا..
بل ولأوقن بأن العمق السني الباطني باطل ما تناقض وظاهر القرآن الكريم والحديث الشريف..
فلا ميزان لكل حكيم ولكل محقق إلا القرآن الكريم والحديث الصحيح ..
لأن النقل والعقل الحكيم لا يفترقان... بل والنقل عين للفقه والفكر والسلوك معا..
ومن النقص أن نكون علماء فقه فقط ، أو فلاسفة فكر فقط ، أو مريدي سلوك لاغير.
8
إذ عشت تربويا وفكريا وميدانيا - وبسبب تفتحي الكبير - العديد من الإرتباكات والجذبات والأحوال الناقصة التي لا زلت أرى العديد من مفكرينا وفقهائنا وشيوخنا الأجلاء فيها غارقين:فالفقيه ينادي فقهي فقط،
والصوفي ينادي ذوقي فقط،
والمفكر ينادي فلسفتي لا غير،
بينما كلها متكاملة في العمق ، وليست أي منها لوحدها كاملة:
لأن مواضيعها مختلفة ، ولأن الإسلام فقه وفكر وسلوك ما رسخت العقلانية وقويت الحكمة كما أيقنت وأنا أحرر كتبي الأولى في فقه العمل بالقرآن الكريم ، الذي يدعو لآلاف العلوم والفقهيات الشرعية والكونية والنفسية ،ولما لا يعد من افاق وغايات..
9
لكل وبكل هذا ، وإسهاما في تطبيب عقلنا السني (سلفيا وصوفيا) وضعت مسودات مدرستي الفكرية أولا عند بعض من يهمه الأمر علميا وعمليا..وكل رجائي اليوم وأنا في الخمسينات من عمري تلقين تجربتي الروحية بكل سكون وسكينة اللهم آمين يا رب، بعد أن تمت ولله الحمد دورتي الروحية بكل أسرارها وتجلياتها ، وبكل كمالاتها ونقائصها ..وبكل أحوالها ومقاماتها ..
المقامات والأحوال التي تمت ولله الحمد وأنا على يقين بأن الأحوال والأذواق الصوفية لا تعقلن أحيانا ، وبأن الكلام في التصوف دون تسنن زندقة..
وبأن التشبه ببعض صفات الله دون تنزيه كامل لذاته العلية حرام إن لم يكن كفرا، نافيا بأن لله وجود كوجودنا كما يزعم الضالين والكفرة، أو كما يشطح بعض المجاذيب وبعض المغلوبين بالأحوال الروحية ..
فالله هو الواجد ، ولو كان موجودا لكان - مفعولا به وجوديا - سبحانه.. ولهذا تختلف واجديته سبحانه وتعالى عن وجودنا..
فما الوجود كله إلا خلقه، بل وما هو بالمطلق كما يزعم البعض لأنه خالق كل الآباد وكل الآزال وكل المطلقات..
فلا فلسفة في ذات الله سبحانه وتعالى : (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذاته).
و(مهما تصورت في بالك : الله سبحانه وتعالى بخلاف ذلك):
ولهذا ضل من عرف التصوف بمعرفة الذات الإلهية ، والذي أعرفه شخصيا بأنه فقه الأولياء قدس أسرارهم..
10
لكل هذا أسست معهدي هذا للتلقين عن بعد:المعهد القرآني للتصوف السني نحو كل علوم وأعمال القرآن الكريم والحديث ، إنطلاقا من السلوك السني الصوفي السلفي كباب لكل علوم الإسلام ، لا ككل في كل كما يدعي العديد من الشيوخ والسالكين.. إذ أرى بأن التصوف السني عمليا هو باب القرآن الكريم الأكبر، ما أجتنبت كل الشطحات الفكرية والفلسفية والتربوية والجسدية الشركية القبورية، وما تناسقت تربيته - أولا وأخيرا ووسطا - مع ظاهر الشريعة قبل أعماقها وبواطنها..
فلا حقيقة دون شريعة، رغم أن بعض الأحوال توهم بعض أوليائنا بتناقضها كما سنشرح في أوراقنا العرفانية القادمة عن وحدة الوجود والحلول والإتحاد...
وليبقى الهدف الأول للمعهد:
تلقين التصوف بمنهجية أشعرية سلفية/مالكية..
المنهجية التي جعلتني أجمع عمليا بين سلفيتي وعقلانيتي وتصوفي ولله الحمد، بعد شتات ثلاثين سنة تقريبا بين المذاهب الفقهية والتيارات الفكرية الإسلامية وغيرها..
11
بل والحمد لله أن للمعهد والمدرسة معا إذن غيبي منذ البداية مما جعلني أجرأ على تبليغ كل أطروحاتي هاته للخاص قبل العام:فلقد من الله علي برؤيتين نوريتين ، جعلتني إحداهما أعي كل نقائص فلسفة وحدة الوجود والإتحاد ، كما علمتني تجربتي الصوفية التفريق ببيان بين الحلول الجسدي المنكر والحلول الشعوري القاهر لبعض الأولياء قدس الله أسرارهم..
وب20 رؤيا إشارية من رسول الله صلوات الله عليه - لحد اليوم - وأنا في هذا البحر الفكري والصوفي اللجي...
بل ولحد تداخل عوالم الجن والإنس في خيالاتي لسنين عديدة :
فلقد سلم علي الرسول صلى الله عليه وسلم في إحدى الرؤى قائلا: أهلا فقيهنا..
كما عانقني في أخرى وأنا أقول له: (لقد حمدت الله بحمد)، فقال لي أكتبه : فسميته ب(الحمد الخاتم) كما بالملحق..
ومن هنا جاءت جرأتي على الإجتهاد في الفكر الإسلامي والتصوف معا، وليس الفقه .. :فلست بمفتي ، ولا يسمح أبدا تكويني بهذا..
ولهذا أنادي بأن يحترم الفقهاء المفتون إختصاصهم حينما يسألون عن مواضيع فكرية أو سياسية لا يسعها تكوينهم الدراسي..
كما ننادي :
بالرفع من مستوى التكويم العلمي والفقهي والفكري (عمليا) للسادة العلماء، لعل خطابنا الإسلامي يرقى لكل المستوى الحضاري للعصر، ولكل تحديات وآفاق العصور اللاحقة ..وحتى لا تبقى مواعظنا وخطبنا ودروسنا الرسمية والمدنية ظاهرة كلامية فقط.
إذ هناك فعلا حيرة (فكرية وعملية) لعقلنا الفقهي.
12
وهكذا وبعد أن إسترحت بوضع كل مسوداتي الفكرية العملية - كمؤسس لمدرسة الأنوار العرفانية للسلام الإسلامي- كفرض مستقبلي:www.jawdar.blogspot.comآن لي أن أكمل رسالتي االفكرية/العملية للتقريب بين المنهج السلفي والتصوف السني ..:
ولهذا ألخص بعض أوراقي العرفانية على: www.fiqhe.blogspot.com ، لعلها تثمر رجائي الأكبر ، والمتمثل في التدريس المباشر لمادة :
فقه العمل الصوفي السلفي
كشعبة عليا وأساسية في التعليم الأصيل,,
وليبقى الهدف الأول:كشعبة عليا وأساسية في التعليم الأصيل,,
الرفع من مستوى التدين الفردي عمليا، قصد التمسك أكثر بالقرآن الكريم وصحيح الحديث فكرا وقلبا وروحا ...
فإختصاص معهدنا القرآني هذا السلوك الفردي كباب لكل علوم الإسلام أولا..
ولا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها .
وكل الصلاة وكل السلام وكل التسليم على محمد وعلى آل محمد.:
الملحق 1: الحمد الخاتم
13
لكل هذا ألخص كل إشاراتي - لعلمائنا الأجلاء - في أوراقي العرفانية التالية ، لعلها تنير أقلامهم وخطبهم ومواعظهم ،وتزيل حيرة وإرتباك العديد منا..
أوراقنا العرفانية:
واللهم كل الصلاة
وكل السلام وكل التسليم
على محمد ، وعلى آل محمد.
لكل هذا ألخص كل إشاراتي - لعلمائنا الأجلاء - في أوراقي العرفانية التالية ، لعلها تنير أقلامهم وخطبهم ومواعظهم ،وتزيل حيرة وإرتباك العديد منا..
أوراقنا العرفانية:
واللهم كل الصلاة
وكل السلام وكل التسليم
على محمد ، وعلى آل محمد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق