الأحد، 23 يوليو 2017

الورقة العرفانية الثانية : نحن أهل قرآن وسنة:

باسم الله تعالى:

بعد أن أشرنا في ورقتنا الأولى بأن كل أسس التصوف السني تبدأ بعملك بأركان الإسلام الخمس، فأركان الإيمان الست ، ثم ركني الإحسان . مع تجديدك المستمر للنية ، وإخلاصك في العمل ، وإجتنابك للرياء ، وخشوعك في كل الصلوات والأذكار والأدعية ، وكثرة ذكرك لله تعالى  ، فتدبرك للقرآن الكريم وكل الفقهيات.. 
وكذا تفكرك في كل العلوم وكل الكون ، فعبادتك لله محبة فيه لا لغاية أخرى مهما عظمت......
 وبعد أن قررنا بأن أساس كل هذا جلساتك مع الله تعالى بكل خشوع عبر أذكار تربوية يومية تبدأها بذكرك بلسانك ، لعل الله يهديك لحلاوة الإيمان ولذة العبادة  فذكر القلب والروح ثم السر:
نؤكد لك يا مريد وجه الله تعالى بأن التصوف السني الحق من علوم الأولياء قدس الله أسرارهم ، كما أن فقه الشريعة من علوم الفقهاء العاملين رضي الله عنهم .. 
بل وكل الأولياء الصادقين كانوا فقهاء شريعة أيضا  ..
إذ هناك تياران كبيران في أهل السنة والجماعة : 
السلفية السنية المهتمة أكثر بالشريعة وكل فقهياتها العملية .
 والتصوف السني المؤسس على السير القلبي والتربية الروحية وفقه الإحسان أو لتقل فقه القلوب كتعريف أولي..
وكما طرأت على التيار السلفي العديد من النقائص، شابت التصوف العديد من الإنزلاقات والشعوذات والبدع : لحد غرق العديد من السلفيين في فقه الحديث فقط ، وغرق العديد من المتصوفة في المواجيد والأذواق والشطحات الجسدية والفلسفية..
ولا السلفية وحدها ولا التصوف وحده هما كل الإسلام، بل هما فقط بابين كبيرين من أبواب القرآن الكريم وفقهياته وعلومه .. 
والتي لا يسعها إلا الله سبحانه وتعالى..
ولهذا نؤكد لك يا مريد وجه الله تعالى بأننا لسنا بأهل سنة فقط سواء كنا سلفيين أو صوفية : بل نحن أهل قرآن وسنة :
وحتى نحقق كل هذا عمليا نسعى عبر معهدنا هذا لربط فكرك وقلبك  وروحك بالقرآن الكريم كإمام والحديث الشريف كمأموم ، لا العكس، فالقرأن الكريم هو الباب الأعظم لكل علوم الإسلام ، كما أن الحديث الشريف هو التنزيل الأكبرللعمل القرآني وكل فقهياته.
ولهذا نوصيك - يا مريد وجه الله تعالى -  وحتى تكون من أهل السنة والجماعة حقا ، وعلى نهج الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم صدقا:
نوصيك بأن تركز على تدبر القرآن الكريم كله فهو عين كل المذاهب السنية، ثم العمل بالحديث الصحيح بكل حكمة.. 
(ومن يوت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا).البقرة 269
 فالصحابة الكرام رضوان الله عليهم كانوا يفقهون لغة القرآن الكريم لأنه نزل بلسانهم، ويستمعون لحديث الرسول صلوات الله عليه من أجل العمل بالقرآن الكريم كله.. 
بل وكانوا أهل بلاغة وحكمة ومستوى عملي وفقهي جد عال..
 والتأسي بهم يدعونا لمستواهم هذا، لا للفهم البسيط والغرق في الشكليات لحد إنكارنا للعديد من آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ، أو نفي العديد من فقهياتهما بدعوى التسلف الضيف أو التصوف الضال ..كما حالنا اليوم.
ولهذا وحتى نكون سلفيين حقا ، ومتصوفة صدقا ، يجب أن نكون أهل قرآن وسنة ، لا أهل حديث فقط ، ولا أهل خرافات وشركيات وقبوريات وأذواق جهولة تطمس كل العقل بل وتكهرب كل التوحيد ..
فلقد روي عن الإمام مالك رضي الله عنه (من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن جمع بينهما فقد تحقق)
كما قال الإمام الشافعي : (فقيها صوفيا كن : لا واحدا..)
وحتى نبدأ في تحقيق كل هذه الغايات العليا نوصيك يا مريد وجه الله تعالى:
بالعمل أولا:
 بكتاب رياض الصالحين : فهو يرتب كل بدايات العمل بالحديث الشريف.
ودراسة القرآن الكريم عبر كتاب كلمات القرآن لحسنين  مخلوف حتى تفهم القرآن الكريم لغويا على الأقل..
والسيرة الميسرة أولا: سيرة إبن هشام 
فملخص كتاب فقه السنة لسيد سابق: لأنه يلخص ودون تمذهب سنن العقائد والعبادات لغير الدارسين لعلوم وفقهيات السنة
وأذكار ما بعد الصلوات المكتوبة كبداية لكل الأذكار النبوية والتربوية: ولهذا
نوصي بما تيسر لك من :  
كتاب الدعاء المستجاب من السنة والكتاب لأحمد عبد الجواد .
 وكتاب الأذكار من رياض الصالحين كبداية....
;هذا هو بعدنا الأول  في:  (فقه العمل الصوفي السلفي) أو لتقل:
 (السير القلبي والروحي في رحاب محبة الله تعالى) بمنهجية صوفية سلفية أشعرية....
والحمد لله رب العالمين  ..
وعلى نبينا وآله كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم.
فروض:
ما إختصاص علماء السلفية رضي الله عنهم؟
ما إختصاص أولياء التصوف قدس الله أسرارهم ؟
ما ذا تعني: نحن أهل كتاب وسنة ؟
ما هي كتب النص التي يجب شراؤها ودراستها بهدف تدريسك
لها مستقبلا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق