الأحد، 17 فبراير 2019

ملاحظة جد هامة :


إعلم يا ولي الله وفقك الله للهدى المبين ، وللحقيقة المطلقة :
 أنه لا مؤاخذة على أولياء الله تعالى قدس الله أسرارهم في أحوالهم وفي أذواقهم ما صدقوا الله تعالى ، وإنما نؤاخذ فلاسفة التصوف الذين أرادوا أن يعقلنوا هاته الأحوال وهاته المشاعر والشطحات ، ويجعلونها عامة ، فألحقوها - وكل التصوف الإسلامي - بشركيات وفلسفات وتصوفات باقي الديانات :
فنقول لهم بأن أخطاءهم المنطقية الكبرى إسلاميا في :
1/ أنهم جعلوا الله مطلقا في ذاته، ومقيدا في تجلياته، بينما الحقيقة اليقينية توحي بأن الله تعالى مطلق في تجلياته ، وفوق المطلق سبحانه وتعالى بذاته ، إذ هو خالق كل المطلقات وكل الآزال والآباد .
2/ أنهم قالوا بأن الله موجودا ، وفي الوجود سبحانه وتعالى ، فوقعوا في شرك التشبيه .. بينما هو الواجد لكل الوجود ، وبالتالي فهو فوق الوجود - وبكل ذاته سبحانه - وما كل الوجود إلا من خلقه سبحانه وتعالى.
3/ أن جعلوا الحقيقة المحمدية برزخا بين أحديته وواحديته، وبالتالي فهو لا يظهر إلا في الوجود المطلق /المقيد ، إيمانا منهم بنطرية الفيض الدخيلة ..
ولحد تأليههم للكون وللإنسان الكامل ، وإدعائهم لتجلي ذات الله تعالى فيهما ، فإدعوا لمحمد عليه الصلاة والسلام ما إدعته النصارى لعيسى إبن مريم عليهما السلام ...
 وهذا ضلال بعيد في الشريعة وفي الحقيقة معا ، ولا حقيقة دون شريعة :
فالله إسم دال فقط على الذات وإسم للتعلق لا للتخلق:
ومهما تصورت ببالك الله بخلاف ذلك .. 
بل والرسول صلوات الله عليه قال : (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذاته.(
فهو سبحانه وتعالى واحد أحد، وأحد واحد ، وظاهر بأحديته في واحديته، وباطن بواحديته في أحديته سبحانه وتعالى ..
عكس كل من يدعي بأن واحديته لا تتجلى إلا في المخلوق .
فلا شريك له سبحانه وتعالى في صفاته ولا في أسمائه وذاته ، ومهما تخلقنا نسبيا ببعضها .. إذ له الكمال المطلق وفوق المطلق سبحانه ..
بل ولا تقييد لا لذاته سبحانه وتعالى ولا لتجلياته .
وليبقى العبد عبدا مخلوقا في المقيد والمطلق ، وفي كل الآزال والآباد ..
 كما أن الله سبحانه وتعالى إله وخالق لكل التقييد ولكل الإطلاق ولكل أزل وكل أبد ..
وليبقى - وكما كان سبحانه بذاته : ما فوق كل إطلاق.
ومهما تجلت لنا وفينا وفي كل الوجود - ونسبيا فقط - بعض صفاته ..
إذ يبقى الله ربا وإلها وحده ، والمخلوق مخلوقا وعبدا أبد الآبدين ..
 ولا حلول ولا إتحاد ولا وحدة وجود إلا كأحوال شعورية ، وكتجليات نسبية .. 
بل والولي الحق من ليس في قلبه وروحه ذرة من الربوبية .. ومهما سمع بالله وأبصر بالله وبطش بالله ومشى بالله سبحانه ...
ولهذا نلتمس من كل من يهمه هذا النداء الحذر من العديد من أشعار السماع الصوفي  ومن كل شطحاته الشركية ..
وكذا الحذر من كل فلسفة التصوف..
فما هو إلا خمرة محبة عند العارفين حقا ،  وشطحات سكر وفناء عن الذات سرعان ما يتبرأون منها عند الصحو والبقاء .
بل وإستئناف التوحيد، ثم إستئناف التوبة من كل هاته الأحوال والشطحات والهفوات من أعلى المقامات عند كبار الأولياء قدس الله أسرارهم
مع الإشارة - وحتى لا نفهمهم خطأ - من الواجب علينا الفقه بأن صفات الله تعالى متجلية في الكون المطلق والمقيد ، وفينا ، فإن رآها العارف ببصيرته فتلك بداية الكشف ..أما إذا رآى بأن الله سبحانه وتعالى هو القيوم - بإسمه النوربها - ومجليها كما قال سبحانه : ( الله نور السماوات والأرض) فتلك وحدة الشهود الثابتة  فقهيا ، لا وحدة الوجود المنفية عند كمال السلوك وعند مقام إستئناف التوبة والبداية .. 
والله أعلى وأعظم وأعلم..
سبحانك اللهم وبكل حمدك.