السبت، 23 سبتمبر 2017

بلاغنا الأول:(بين إرتباكنا الصوفي، وعلاجنا المادي ) :

باسم الله تعالى الرحمان الرحيم
الملك الحق المبين
وكل الصلاة وكل السلام وكل التسليم
على رسولنا حبيب الله الأمين..
إشارة مستقبلية:
يعد بلاغنا هذا ، والمنادي بإصلاح العديد من الممارسات الصوفية :
إنذارا صارخا ببداية إستغلال القوى الإمبريالية للزوايا الإسلامية :
كورقة خراب مستقبلية ، وكأدوات هدم داخلية ..
نحو الزيادة من حدة تأزيمنا تربويا وسياسيا وإقتصاديا :
1
ككل المذاهب الإسلامية للتصوف ما له وما عليه ..
ولهذا نفرق بين :
-  التصوف السني الذي له فقهاؤه وأولياؤه وسالكوه بإخلاص وعلى هدى كما قال الله تعالى فيهم :
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ.العنكبوت 69.
ولهذا سمي بفقه الإحسان :
 أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
كما جاء في حديث جبريل عليه السلام.
- والتصوف البدعي الذي له أدعياؤه الضالين المضلين ، وله العديد من أتباعه وللأسف....
2
ولهذا فإن للتصوف السني العديد من الحسنات ..
والتي نحصي منها :
- حفاظ المتصوفة على علوم ودروس ومواعظ لا يثيرها فقهاء الشريعة.
- تركيزهم على أهم علاقات الإسلام : وهي علاقة المومن بربه سبحانه.
- تركيزهم وجدانيا وفقهيا على السلوك القلبي نحو رحاب الله تعالى.
- حفاظهم على السير القلبي والروحي للعديد من أولياء الله تعالى قدس الله أسرارهم ، وعلى العديد من علومهم وفقهياتهم ومواجيدهم .
- تركيزهم على التربية بالخشوع وكثرة الذكر مما يولد المحبة العميقة لله تعالى وكذا الطمأنينة  بذكره .. ولحدالأنس به وببعض تجليات أسمائه في الفكر والقلب والروح وفي كل الأكوان ..
ولهذا نقول بأن التصوف السني الحق هو الإسلام الشامل، والعمل الحاضن :
لفقه الشريعة
وللعقيدة السنية
ولتربية الأولياء قدس الله أسرارهم ..
والذين قال الله تعالى عنهم :
لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ.. سورة يونس 64
والذين جاء فيهم الحديث القدسي المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه:
من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه  رواه البخاري .
ومن ذاق هاته المعالي والسماوات المعرفية - كما يقولون - عرف.
3
فالتصوف في جملة : إسلام يذاق.
وهو السلوك الكلي كما قال أحد المشايخ :
التصوف هو : وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا الحشر 7.
كما أعرفه شخصيا :
بالشعور ببعض مواجيد الرسول صلوات الله عليه في خلواته ، وتذوق بعض خشوعه .. وكذا السعي لعبادة الله تعالى بحلاوة إيمان وعن بصيرةنحو علم اليقين فعين اليقين ثم حق اليقين...
ونحو الآية الكريمة   ..وآتيناه من لدنا علما الكهف 65
وهاته معالي خاصة بفقه الإحسان وبأهل اليقين وليست بمستحبة لعامة المسلمين ..
4
وكل هذا على الصعيد الفردي كما هو إختصاص معهدنا :
فلا  نسعى لأي تكثل تربوي ، لأن السعي للسواد الجماهيري هو السبب الأكبر في فشل كل المشاريع الإسلامية.
ولهذا كان معهدنا فقط مدرسة إشارية لبعض المسؤولين سياسيا وعلميا : وقمة وقاعدة ، ولتلقين التصوف السني عن بعد ..
لإيماننا بأن التصوف الفردي هو الأساس في التربية...
وما حلق الذكر الجماعية إلا إجتماع للإ إسترواح وللتقوية وللراحة كما في صلاة العيدين ، وكما قال رسول الله صلوات الله عليه عن أنس إبن مالك رضي الله عنه :
" إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا " ،
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ ؟
قَالَ : " مَجَالِسُ الذِّكْرِ " ..
لكن معظم هاته الجلسات الجماعية لم تعد بصوفية حقة ، ويختلط فيها المعقول واللامعقول ، والأذواق العلية والإدعاءات الدنية ، وتختلط فيها الحكمة مع الشطحات التي لا نقبلها بمعهدنا إلا كأحوال ناقصة ..
ولهذا تعددت الطرائق بين:
طرائق كلها بدع وشركيات
وطرائق يختلط فيها الحق بالباطل
وطرائق حقا سنية: لكنها وللأسف جد ناذرة.
5
ولهذا يرتكز التصوف البدعي على العديد من السيئات ، والتي نذكر منها :
أولا : إختزال كل الممارسات الدينية في كثرة الذكر ، وعدم إنفتاح جل الزوايا على باقي علوم وفقهيات الإسلام .
ثانيا : قبول الفلسفات الشركية كآفاق للتصوف الإسلامي وعدم التفريق بينه وبين باقي التصوفات الشركية ..
ولحد النداء بوحدة الأديان عبرفلسفة وحدة الوجود وعقيدة الحلول والإتحاد ..
ثالثا : إختراق المشعوذين والسحرة لجل الزوايا ..
رابعا : قبول العديد من المتصوفة للشركيات والقبوريات ودعوتهم للقرابين ولكل الماورائيات الغيبية، وإنفتاحهم على عوالم الجن والشياطين. وكذا ممارستهم للسحر وإعتقادهم في الطلاسم، وثقتهم بالمشعوذين والسحرة.
خامسا : تركيز التصوف الطرقي على الشطحات والمواسم والولائم لتكثير السواد..
سادسا : إستغلال التصوف والتخطيط له من طرف الصهيوماسونية كورقة تدمير مستقبلية :
فبعد الورقة الإخوانية والتسلفية بدأ أعداء الإنسانية الأخفياء : في توظيف الزوايا ضد كل التيارات الإسلامية بإسم التسامح والسلام والإعتدال نحو تجزيء الإسلام ..
ولحد ندائهم للإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض .. والسعي لتدخلهم في مناهجنا التربوية ..
وهاته فقط رؤوس أقلام نحو فقه للعمل الصوفي الحق كما هي مقررات معهدنا هذا  للتلقين عن بعد ..
ونحو فكر إصلاحي متدافع كما هي مدرستنا :
مدرسة الأنوار العرفانية للسلام الإسلامي  www.jawdar.blogspot.com
6
وللأمانة العلمية :
لا نهمل النقد السلفي للتصوف البدعي ، الذي يحاربه جل علماء السلفية لحد تأكيد بعضهم على أن التصوف ليس مذهبا إسلاميا ، بل هو دين لا علاقة له بالإسلام :
ونحصر أهم مؤاخذاتهم على التصوف البدعي في:
أولا : الفرق الكبير بينه وبين تصوف الأولين ، وبينه وبين تصوف الحقائق..
ثانيا : الإهتمام المفرط لبعض زواياه بالمواسم الماجنة ، وبالتوسل بالموتى لحد الدعاء لهم وكأنهم أندادا لله تعالى ، وتعظيم أضرحتهم.
ثالثا : إزدياد التعارض بين المتصوفة وبين فقهاء السلفية ..
رابعا : تفضيلهم للولاية على النبوة فلسفيا.. وتسليمهم الإنبطاحي للشيوخ..
خامسا : الصمت على ظلم الحكام ..ومساندتهم حتى للمحتلين، بدعوى الرضى بالقدر..
سادسا : إختراق الطقوس والفلسفات الشركية لعقائدهم..
سابعا : تأويل القرآن الكريم في تفسيرهم الباطني..
ثامنا : إستغلال المتصوفة تاريخيا كأداة هدم للإصلاح الإسلامي ..
تاسعا : تقديم أقوال ومناهج الأولياء على القرآن والحديث ..
عاشرا : الإنحراف عن النهج الصحابي..
إحدى عشر : إستغلال القوى العالمية لهم كتيارات لكسر قوى المقاومة ومبادئ الممانعة .
إثنا عشر : إزدياد وتيرة الإتصال بين الزوايا والقوى الإمبريالية وبداية التنسيق الثقافي لها معهم ..
ثلاثة عشر : توظيفهم لحصار أهل السنة والجماعة بدعوى محاربة الإرهاب والتطرف بإسم الإعتدال..
رابع عشر : إباحة الآلات الموسيقية والأشعار الشركية في سماعهم ..
خامس عشر : قبولهم للشطحات والرقصات الروحية .. لحد الرقص الآثم والهستيريا والإنحلال ..
سادس عشر : إقصاء بعضهم للشريعة بدعوى الحقيقة ..
ولحد قولهم بأن (الحقيقة تناقض الشريعة).
سابع عشر : تخطيط القوى العالمية لسيطرة المتصوفة على المنابر الإعلامية والمناهج التربوية لأغراض مستقبلية هدامة..
 وللإنقلاب عليهم وعلى كل الأمة بعد هذا التوظيف السياسي .
ثامن عشر : إستغلالهم كورقة مرحلية ومستقبلية ، تماما كالإستغلال الماضي والحالي والمستمر للإخوان المسلمين والتسلفيين والإسلامويين والعلمانيين ..
...... وغيرها من المؤاخذات المتمركزة على أن كل محدثة بدعة : كما يرى فقهاء الشريعة..
7
ولهذا ننادي بحوار سلفي صوفي حكيم يزيل فتيل الإستعار القائم اليوم بين فقهاء الشريعة وأدمغة التصوف: نحو علوم تربوية وإصلاحية عملية وموجزة تقينا كل هاته الترثرات الفقهية وكل هاته الإدعاءات التصوفية .
وتلقن التصوف السني:
كباب لكل علوم القرآن، ولكل فقهيات السنة ..
ونحو سلام إسلامي عبقري وحكيم :
فالمخططات الهدامة  صارت اليوم فينا جهارا.
8
وكل بداية الإصلاح الصوفي تربويا :
من نداء الإمام الشافعي رضي الله عنه :
فقيها وصوفيا كن لا واحدا.
ومن نداء الإمام مالك رضي الله عنه :
من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق،
ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ،
ومن جمع بينهما فقد تحقق..
كما أن كل بداية الإصلاح إقتصاديا :
السعي الدائم للتحررمن ثقل الديون الخارجية ،
ومن التضخم المالي المهدد لكل التوازنات،
ومن كل مصائد المؤسسات العالمية..
وكذا العمل على إستقرارالأجور كعلاج أول للبطالة ..
وتوظيف الإقتصاد الإسلامي كحل تدريجي لأزماتنا القادمة..
وكذا الرفع من مستوى كل أخلاقنا تعليميا :
فالأخلاق ثروة ،
والأخلاق قوة ... :
وهنا يتسامى التصوف الحق كثروة مادية وكقوة غير مادية...
عكس الصهيوماسونية المنادية اليوم للاعلم وللاأخلاق..
فكل العلوم وكل الآداب وكل الأخلاق السامية صارت اليوم ضدهم..
وكل قوتهم الحالية والقادمة في الهدم الحضاري الشامل، ولكل الإنسانية:
وللحضارات العربية والإسلامية أولا.
وليبقى كل ملاذنا في: كلمة الله هي العليا:
وبسلام إسلامي تدافعي حكيم :
ولو كصلح الحديبية..
وعبر كل العلوم العملية الحقة ..
...........................
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه.
إشارة:حذاري من التقارير الخارجية والداخلية المشبوهة، ومن كل العلوم الزائفة .
وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
سورة التوبة آية 40
اللهم وجهك
الكريم يا كريم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق